من اكبر المنتخبات اللتي احبها واحب كرتها هي هولندا ، الطواحين الهولندية في المدة الاخيرة عادت للدوران ببطأ مع كومان ، لكنها مافتأت تتحسن وتتطور تدريجيا والفضل يعود بالطبع للصحوة التي يشهدها فريق الاياكس نواة وقلب المنتخب منذ الازل ، بالأمس حقق ابناء كومان فوزا مستحقا امام الماكينات المعطلة منذ نهائيات كأس العالم السابقة ، الماكينات التي ترفض لحد الان اتخاذ الخطوة المناسبة للمرحلة الانتقالية في مشوار هذا الجيل ..
الجيل اللذي يرفض الالمان الاعتراف بنهاية صلاحية استخدامه بدءا من المدرب وصولا للأظهرة التي لاترقى لمستوى منتخب بحجم المانيا مرورا بقلبي الدفاع .. كروس وايمري كان ! مولر المنتهي من ثلاث مواسم تقريبا وحتى نوير ومنح الفرص لشتيغن لو اراد المنتخب احداث الديكليك فعلا .
لوف منذ تعيينه على رأس المنتخب الالماني قبل 12 سنة بنفس الخطة والاسلوب والاسماء تقريبا ، ال4_2_3_1 او 4_3_3 لكن بنفس الافكار و نفس الاسماء دون خطة ثانية (ب) للضرورة ! لم يكن لوف يوما مدربا مميزا على الصعيد التكتيكي لكن الاسماء التي تملكها المانيا وتعاقب الاجيال المميزة دائما ما أبقى المنتخب في الواجهة مع لوف او بدونه ، في الآونة الأخيرة كرة القدم تطورت على الصعيد التكتيكي ولم تعد تقتصر مهمة الناخب الوجني على مجرد القص واللصق و زرع الروح في اللاعبين ، في المونديال الأخير شهدنا بعضا من مخلفات هذه الثورة ومنتخبات كبيرة دفعت ثمن مراهنتها على الاسماء فقط من بينها المانيا ..
توقعت اقالة لوف قبل هبوط طائرة المنتهب الالماني ببرلين نظرا للعقم اللذي ظهر به المنتخب و غياب اي بوادر للتجديد او التحسن بعد ان لعب المباريات الثلاثة في كأس العالم بنفس الاسلوب ، نفس النهج ، نفس الافكار ونفس الاسماء مع استبعاد اسماء كانت قادرة على منح نفس جديد للمنتخب من القائمة ، العكس هو ماحصل الاتحادية الالمانية تجدد الثقة في لوف في محاولة يائسة من القائمين على الاتحاد لاثبات اختلافهم عن البقية ، في كل مجالات الحياة توجد نقطة معينة يتعين التجديد عند بلوغها والا فلن تحافظ على القمة .
لوف بالأمس اعتمد على ال4_3_3 برباعي دفاع مكون من جينتر بواتينغ هوميلز وهيكتور ، الاظهرة فقيرة دفاعيا وهجوميا ، ثنائي المحور يرتكب كوارث ويعاني من ثقل واضح و تقريبا كل الهجمات المرتدة تنتهي بتسديدة بين الخشبات الثلاثة واعتقد ان مافعله ديباي بالامس بالثنائي في اكثر من لقطة يصنف ضمن مراتب الاحراج ، الحسنة الوحيدة كانت مشاركة كيميتش في الارتكاز حيث قدم مستوا مميزا والاكثر من ذلك شجاعته الكبيرة في التمريرات العمودية عكس ماقدمه توني كروس وايمري تشان ! انا انسان مؤمن بقيمة اللاعب الفوضوي في الفريق ، اللاعب اللذي يركض كثيرا وفي كل الاتجاهات ، يضغط ، يوفر حلوللا للبقية لكن بشرط الجودة في المستوى العالي مثلما يحدث مع ميلنر او فينالدوم في ليفربول .. كروس !
كروس كصانع لعب من الخلف دور لم يعد متوفرا للاعب بصراحة ، اللاعب ضعيف تحت الضغط و كل الفرق والمنتخبات اصبحت تلجأ للضغط على اضعف لاعب بالكرة ولو كان هذا اللاعب هو صانع العابك فعليك السلام ، كروس ايضا يفتقد لشجاعة التمريرات البينية وبالامس شاهدت من كيميتش تمريرات بينية مفتاحية تفنن لاعبوا الهجوم في اهدارها اكثر مما شاهدت من كروس منذ بداية الموسم ، في الشق الدفاعي هو لايقدم الكثير في كل الاحوال ، رغم الادوار التي يلعبها في عكس اتجاه اللعب و الربط بين الخطوط الى انه في حاجة الى الشجاعة وبعض الخشونة في تدخلاته والا فلا مكان له في المنتخب دون عواطف .
اكبر علامة استفهام سواء في المنتخب او البايرن هو وضع توماس مولر !!!! اللاعب منتهي حرفيا منذ ثلاث مواسم على الأقل لكنه اساسي فوق العادة مع الثنائي ، لو كانت المانيا فقيرة بالمواهب لربما تقبلنا الوضع لكنه لايملك مكانة في قائمة ال23 بكل استحقاق ، فما بالك بالمشاركة اساسيا على حساب رويس ساني براندت ودراكسلر اللذين يفوقونه جودة ، موهبة ، حيوية و سرعة ، فيرنر كقلب هجوم ساني على اليسار رويس او براندت على اليمين ، ييعود فيرنر للاستلام وفتح المساحة لاحد الجناحين ، او استغلال عرضياتهما وتنويع اللعب بدلا من الاكتفاء بالاستحواذ ومحاولة الاختراق من العمق في كل مرة .
حسب مايشاع مؤخرا فمباراة فرنسا قد تكون الاخيرة للوف مع الناسيونال مانشافت وهو الأصح ، رغم ان الخطوة تأخرت كثيرا والا فالمنتخب يسير الى الهاوية والغيبوبة مستمرة الى اشعار اخر بكل تأكيد .